الثلاثاء، 31 مارس 2009

كفاني صمتًا .. !

إذا أخترت أن تقرأ ما أنا بصدد كتابته الآن ؛ فعليك أن تتحمل هذه الكلمات الخرقاء المبعثرة ، والتي – ربما – لا تجد أي رابط بين كل جملتين متتالتين فيها ، وعليك في النهاية أن تتذكر أنك كنت ( وحدك ) سيد قرارك .. وأنه لم يجبرك أحدٌ عليه .. فرجاءً في هذه الحالة لا تسب وتلعن ، فلا زالت أمي تتمنى لي مستقبلًا مشرقًا .. !
..
أول ما أود قوله ..هو الاعتراف بجهلي الشديد ، و أرجوك ألا تسأم منذ البداية ، فأنا أعلم أني قد سبق وأن أعترفت به ، ولكنه – يا سيدي المبجل – قد ازداد في الآونة الأخيرة بشكلٍ مرعبٍ حقًا ، كأنه ورمٌ خبيث شق على الجميع استئصاله من عقلٍ لا يحتوي على شئ سواه !
و العجيب حقًا أن أكون على دراية تامة بجهلي ، وأنني صرتُ مستاءةً منه حد التقزز و الغثيان ، ولكني لا أفعل شيئًا سوى التعمق فيه !
..
أراك من هنا أيها الضاحك الخبيث فكُف عن الصخب !
أعلم سر ضحكك والسخرية ملء فيك ..
تظنني يا هذا أدعي الجهل علانيةً كي أظهر بمظهر العالِمة العظيمة \ المتواضعة لأبعد الحدود ؟!
إن كنت تخشى ذلك فلا وألف لا .. أقولها لك من موضعي هذا .. إنني أبعد ما يكون عن التواضع !
..
وبالمناسبة ..
أكره بشدة أن يمدحني أحدهم ، ومن جديد أحذرك أن تُرجِع ذلك لمسٍ من تواضع .. وأوضح لك .. أن كرهي للمدح يعود في الحقيقة لسببين اثنين :
أولهما : أنني في الغالب لا أعرف ما يجب عليّ قوله حين يمدحني أحدهم .. وقد يقودني هذا إلى قول أحمق يجعل من أمامي يسحب مدحه بلا رجعة ..
وثانيهما : نسيته حقًا حين نويتُ كتابته !
..
أكره كذلك أن أسمع جملةً ما في أغنية معينة وتظل تتردد في ذهني طيلة اليوم ، هذا الأمر وإن طال للمساء كثيرًا ما يُصيبني بالأرق !
الآن تجول في ذهني الأغنية الشهيرة : " مشربتش من نيلها .. طب فكرت تغنيلها ؟؟ "
تلك الأغنية العظيمة ذات المعاني الرائعة ، صاحبتها تغني بمصداقية بالغة لدرجة أن تلد طفلها في أمريكا لتمنحه الجنسية الأمريكية عوضًا عن المصرية !
..عليّ – وبكل سرور – أن أعترف بحماقتي لعلمي بخبر مثل هذا بينما أجهل الكثير والكثير من الأمور المهمة !!
..
نسيت أن أقول أنني كما أكره المدح فإنني كثيرًا ما أمقت الانتقاد كذلك .
أشعرُ حاليًا أن السر الحقيقي وراء ذلك أن المادح يختار ما ليس في ويمدحه ، والمنتقد كذلك ينقد شيئًا " أرى شخصيًا " أنه ليس في ، وأنه فقط سوء تفاهم منه !
..
في فترة ما حاولتُ أن أمنح نفسي لقب " المثقفة "، فبدأت أن أتعرف على أمور هامة وخطيرة مثل :الليبرالية و ماهية السيريالية ، والفرق بين الاشتراكية والشيوعية ، ومعنى الإيدلوجية .. إلى آخر تلك الأمور المنتهية بحرفي الياء والتاء المربوطة ..
ذاك الأمر قادني لاكتشاف موهبة رائعة في قدرة عقلي على سكب المدخلات بسرعة مدهشة .. هائلة .. وعجيبة !
وعليّ أن أعترف لكم يا سادة أن محاولتي للتثقف في تلك الفترة نبعت من دافع قوي : ألا وهو الهروب من المذاكرة في فترة الثانوية العامة البغيضة
..
وفي النهاية أتساءل بعنف :لماذا دومًا أدعي حبي لأشياء – في الغالب – لا أحبها مطلقًا ؟!
\
/
\
/
و أخيرًا ..أشكرك على سعة صدرك إن كنت قد وصلت هنا .. وأرجوك ثانيةً .. لا تسب .. لا تلعن .. لا تدعو عليّ