الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

مَعْكُم مِنْ تَحْتِ الأنْقَاضْ .. !

محلوظة في البداية :
الكلام ها هنا مسجوع بعض الشئ .. لكن صاحبته لا تريد تسميته شعرًا بأي حال من الأحوال لكي لا تنقص للعشر حقًا من الحقوق !
-
( تصدير )

يُحكى أنّ
جبلًا أنّ
فسقطت منه صخورٌ عِدّة
على عشوائيات حقيرة بِشدّة
ولكن لا يهم .. لا يهم
فاليوم يومُ عيد
اليوم يوم فرح
و فيه لا يجوز
أن يمسَ قلوبكم ترحْ !
وقبل الرحيل للاحتفال
بيومهم المجيد
ترامى إلى الأسماع من مكانٍ قريب
صوتٌ أشبهُ بالنحيب !

\

/

\

/

معكم من تحتِ الأنقاض
بضعةُ أشلاء
تتسربلُ في كفنِ النسيان
معكم ليس بغرضِ اللوم
فمعاذ الله أن نظلمكم و نجور
فالمخطئ فينا ها هنا ..
ونحن المذنبون ..
لأنّا لسنا من أصحابِ القصور
وها نحنُ نلقى جزاءنا اليوم !
..
ورغم كل ما كان
نخبركم أن أحوالنا في أحسن ما يكون
وبعضنا – يا سعده – قد محته المماطلة
ولكن لا يهم ..
فنحن المخطئون .. ونحن المذنبون
لو كان بنا مسٌ من خيرٍ
لأذابت عيونُ من بكونا تلكم الصخور !

معكم من تحت الأنقاض
ورجائي إليكم ألا يمس قلوبكم قلق
فصوتي ليس ينتحب
فأنا أغني
والتمسوا لي قدر ما استطعتم من أعذار
إن كان صوتي المتهدج قد أضاع اللحن
وأذاع حزنًا مُختلَق
ففوق عظام صدري صخرةٌ جاثمة
تداعبني .. وابتسمْ
تجعلُ أحزاني تنهار !

معكم من تحت الأنقاض
فقط لأقول :
يا من تمكثون فوقنا
شكرا الله سعيكم
والجهد الذي بذلتموه لنا
وأسعد لكم عيدكم
ولأحملَ لكم البُشرى
والخبرَ السعيد
بأنّا نحيا ها هنا اليوم عيد
فَرَحُهُ يحتدمْ
برفقةِ الصخورْ
وظلامٍ لا يبورْ !

الأحد، 28 سبتمبر 2008

لا نامت أعيُن اللقطاء !

" سبتمبر 2007 "
(1)





يلتقيان ..
وتتعانق روحاهما ..
يسموان بعيدًا بعيدًا في أفلاك السماء ،ثم يهبطان إلى قاع الأرضِ ويدنوان .
.ينمو بينهما حبٌ يتراقصُ على أوتارٍ ذميمة ،ولحظات السعادة تزداد يومًا عن يومٍ ؛ فيقتربان من بعضهما أكثر وأكثر .. بلا رقيبٍ .. بلا لومٍ !

(2)


بين أحشائها تنبتُ نبتةٌ صغيرة ،
كانت كريحٍ عاتيّة بعثرتْ حبهما بددًا إلى أوديةٍ من البغض والنكران؛ فتمنت لو بأيديها تذويها !
وتمر الأيام حتى أينعت نورةٌ صغير ، يحملها راعيها بين يديه كالثمامة ويلقيها وحيدة في أرضٍ قفراء ..
**
صغيرةّ ضاوية على جانب الطريق ملقاة ،كدالية تسكبُ الدموع أنهارًا ..
وجهها غضٌ غرير ،
وفي عينيها ملامح الشجن ،
وصراخها وهن ،
ونفسٌ مكسورة
وطفلةٌ من الرحمة ..
مذمومةٌ مدحورة !!

(3)




تعيش كطفلة بينما قلبها شيخ ،
وحيدة بين الآلاف وربما الملايين ،
ترجمها الأعين وتزدريها الأفواه ،
موصومةٌ بالخطئية وذنبها الوحيد أنها حُرمت من حنانِ أمها ، ومن دفء أسرة تقيها البرد وعواصف الزمن ، وظلٌ ظليل يمنع عنها حر الصيف وقيظ النهار
بائسة مسكينة ..
ضاع منها حاضرها ؛
لقيطة ..
ليس لها من الحقوق سوى التنفس .. ولو استطاعوا لحرموها منه ولاغتالوا حياتها بأكملها ،
منبوذة أينما ذهبت .. وماضيها الأليمُ المُلطخ بالعار والأثمِ أغتال مستقبلًا لم يكن ينتظره أحدٌ سواها ، فلمّا شبت وعلمت حاضرها .. تمنت لو أصبح ليلها سرمديًا فلا ترى شمسًا ولا زمهريرًا
**

(4)
رسائلها

أيها الظالمون صمتًا
بينكم عشتُ كالمعدومة
اغتلتم حُملي بلا هوادة
ولم يكن سوى أمانٌ .. لم يكن سوى دفء
أيها الصامتون ..
اصمتوا كما كنتم
فنظراتُ المشفقين لم تكفيني
وعيون المتألمين لم تسمن ولم تغني عن جوع
يا أنّات النفس اصمتي
أما علمتِ تلك أقداري
أما علمتِ أني زهرةٌ ذوت يوم ميلادها لمّا لم أجد بستانًا يرعاني
لِمَ البكاء .. لا أهلٌ ولا وطن ولا نديم .
.يا من علّقتم حبال الزمن حول عنقي
شدّوا الخناق عليه .. وأريحوني
وصيحوا بكل ما أوتيتم من قوة :
لا نامت أعين اللقطاء !!

الخميس، 11 سبتمبر 2008

هزّة عقليّة



طالت المدة التي أغيب فيها عن الكتابة ها هنا ..
فقد صمت حديثي ، وربما لن تعود له القدرة على الخروج من جوفي ثانية !
فعن ماذا أكتب ؟
وأنا التي صرتُ تائهة بين الأشياء و الموجودات ، لم أعُد أدري ما كُنهها ، وصرت أجهل الناس بنفعها وضررها !
نظرتي لها أصبحت جد سطحية ، لا بل هي أمست سطحية من قبلُ أن تصبح ..
لم أنظر إلى شئ قط كما ينبغي النظر إليه .. بل وارتكبت العديد من الحماقات الأخرى ، أهمها – وقد يكون غير مهمٍ بالمرة – أنني أقنعتُ نفسي أنني أجيدُ النظر ، أقنعتُ نفسي أنني أدري واعرف وأدرك..
الآن اتضحت الأمور لي ، وبدا لي أن ما أعرفه حقًا هو أنني لا أعرف !
مفهوم الإدراك عندي هو نفسه مفهوم عدم الإدراك لدى أصحاب العقول – حفظهم الله –
فذكائي غباء .. وعلمي جهل .. أو لك أن تقول أن جهلي علم فلا علم لي سواه !
بالأضداد أحيا ولها أعيش وفيها أفنى ..
أشدُ مشكلة تواجهني هي أنني أفكر .. وليس التفكير هو المشكلة ذاتها ولكن عندما ينبثقُ التفكير من عقلٍ فارغ فإنه يستحيل كارثة عظيمة وجريمة لا تغتفر !
وقِس على ذلك كل ما سبق .. فمحاولة إعمال " المصطلحات المجردة " للعلم والمعرفة و الإدراك في نفس العقل السابق ذكره – الفارغ لمن فقد تركيزه – جريمة حقة فيما تعنيه تلك المصطلحات بالفعل ، و هي جريمة كذلك فيمن يمتلكون تلك الأمور الخارقات .. أصحاب العقول الممتلئة - حفظهم الله وحمى عقولهم وأدامها عليهم ممتلئة ثقيلة ..

فأما وصرت لا أجد ما أكتب عنه .. أصبح أمامي خياران اثنان :
أولهما أن أترك كل شئ وأكتبُ عن شخصٍ ما ..
فعن من أكتب ؟
يُفترض بجاهلة مثلي - وإن كنتُ قد فشلت في تحديد كُنه ما أنا فيه : أيكونُ جهلًا أم إنطوائية ؟ - أن تكتب عن نفسها فسواها لا أعرف ، أو هكذا ظننتُ بنفسي يوماً ظن السوء ..
حين حاولتُ التعمق بداخلي ارتطمت بحاجزٍ صلدٍ ارتطامًا أحدث دويًا صاخبًا لا زال يدوي في سمعي حتى الآن ..
حاولتُ بشتى الطرق اختراق ذلك الملعون ؛ فلجأتُ للطرق السلمية وغير السلمية ، ولكن إحداها لم تفلح قط ..
ومن جديد أجدني " لا أعرف " ..
لا أعرف ما يعنيه ذلك الحاجز وما يخبئ وراءه
لا أعرف أيوجد خلفه ما يدلني عليّ .. في تلك الحالة سأحترمُ نفسي قليلًا لكوني " عميقة " بعض الشئ ..
لا أعرف أيكون خلفه العدم ؟
وفي تلك الحالة بالطبع سأسلم بكوني سطحية كما سلمتُ بكون عقلي فارغًا من قبل ..
..
ولا يزال الحاجز صلدًا بالنسبة إليّ ..
ولا يزال صدى الارتطام يدوي في أذني ويؤلمها ..
..

ولو كنت من أصحاب الملاحظات البنّاءة .. للاحظت أمورًا معينة في كل ما كتبت من هراء :
أنني لازلتُ أمتلك عقلًا .. وإن كان فارغًا ..
ولا زلتُ أصبح وأمسي .. وإن كان ذلك على العدم
ولدي " أنــــــــــــا " .. وإن لم أسبر غوري بعد ..


نعودُ للخيارات ..
الخيار الثاني هو أن أتوقف عن الكتابة مطلقًا ..
ولكن تبقى المشكلة – يا صديقي- أن يدي اليسرى لازالت تتحرك .. وأن أصابعها لازالت قادرة على حمل القلم ولو مرة كل عام ..
ودرج مكتبي لازال يحتوي على عددٍ من الأقلام الزرقاء والسوداء ..
وفوق كل ذلك لديّ مجموعة من الأوراق تحتملُ ما أسكب عليها من حماقات ..
ولدي كذلك من الجدرانِ أربعة تشهدُ كل ما أكتبُ فتشقى به وتسعد له !


أهديها – ولأول مرة – لكل من شارك في لفت انتباهي لمدى سذاجتي وسطحيتي .. وطبعًا لكل مناضل قرأ كل ما سبق حتى تلك النقطة : .